martedì 15 gennaio 2019

أظهر الباحثون وجود علاقة بين نظام غذائي غني بالخضراوات

ويمكن الآن للأطباء في اسكتلندا أن يكتبوا في وصفاتهم الطبية المشي في الطبيعة كعلاج لأمراض متنوعة، بما في ذلك علاج ضغط الدم المرتفع، والحد من التوتر، ولتحسين الإحساس بالسعادة بشكل عام.
كما أن البستنة -حتى لو كانت في بقعة صغيرة في منطقة حضرية- هي طريقة بسيطة لإدخال الإحساس بالطبيعة في حياتك اليومية.
أخيراً هناك مكون غذائي لطول العمر يمكن للبستنة المساعدة فيه أيضا. فقد ربط الباحثون بين "الطعام المتوسطي" أي في منطقة حوض البحر المتوسط، الغني بالخضراوات والفواكه والحبوب، والبذور، والبقول، والأسماك، وزيت الزيتون، وبين بطء الشيخوخة.
يقول ويلكوكس إن المباديء الأساسية لأكل كميات وافرة من الخضراوات الطازجة التي يفضل أن تأتي من الأسواق والمزارع المحلية، مهم للغاية لطول العمر، سواء كان الطعام من منطقة البحر المتوسط أم لا. ففي جزيرة أوكيناوا على سبيل المثال، غالبية الناس يزرعون خضراوات مثل الليمون الحامض، والبطاطا الحلوة في حدائق بيوتهم.
ويضيف: "عندما تتناول خضراوات زرعتها بنفسك، فإن طعمها يكون مختلفاً، ولذيذاً ويجعلك فعلاً تشعر بالفرق في الأمور المفيدة للصحة (مثل الفيتامينات والمعادن والمركبات الحيوية ) في الطعام ذاته".
ويوصي بويتنر، خبير ما يعرف بـ "المناطق الزرقاء" (التي تضم أكثر المعمرين حول العالم)، بتناول طعام يتكون من "90 في المئة، من النباتات، وخاصة البقوليات والخضراوات". ويشير إلى حقيقة بسيطة، وهي أن المزارعين يميلون إلى زراعة ما يرغبون في أكله.
إذا كانت البستنة عملاً جيداً، فهل الزراعة والعمل في المزرعة يعتبر عملاً أفضل؟
العديد من العوامل المتعلقة بأسلوب الحياة وطريقة العيش والمقترنة بطول العمر - مثل العيش في الريف وممارسة الرياضة - تنطبق أيضاً على المزارعين.
وتشير بعض الأدلة إلى أن الزراعة تعتبر إحدى أكثر الوظائف فائدةً للصحة. فقد بينت دراسة أسترالية أنه يرجح أن يعاني أقل من ثلث المزارعين من الأمراض المزمنة، ويرجح أن يقل عدد من يزورون العيادات الخارجية بنسبة 40 في المئة من الذين لا يعملون في المزارع.
وقد قارن باحثون من الولايات المتحدة نسبة الوفيات بين المزارعين، وبين عموم السكان، ووجدوا أنه من المستبعد أن يموت المزارعون بسبب مرض السرطان والسكر وأمراض القلب.
كما أظهرت دراسات أجريت في كل من السويد وفرنسا أن المزارعين يتمتعون بصحة أفضل من صحة غير المزارعين.
وقد أجرى الدكتور مساهيكو جيما، من جامعة واسيدا في طوكيو، بحثاً عن المزارعين في مقاطعة سايتاما وسط البلاد، فوجد أن لديهم فرصا للعيش حياة أطول وهم يواصلون عملهم حتى وقت متأخر من العمر، مقارنة بغير المزارعين.
وكان العديد من أفراد العينة التي أجرى جيما بحثه عليها يعملون مزارعين غير متفرغين أو متقاعدين، وهو يصف الكثير من مسئولياتهم بأنها "مشابهة للعمل في رعاية الحدائق".
ويقول جيما: "الحدائق العائلية الصغيرة شائعة في اليابان"، وقد وجد أن المزارعين الذين يعملون لحسابهم الخاص يستمتعون بتغيرات إيجابية ومهمة في حالتهم النفسية والبدنية قبل وبعد الإنخراط في أنشطة زراعية خفيفة.
ويقول عن ذلك: "نتوقع أن العمل الزراعي يُسهم في الحفاظ على حالة صحية من الناحيتين البدنية والمعنوية"الواقع
رغم أن النتائج التي توصل إليها جيما مشجعة وواعدة، إلا أن النموذج الياباني في الزراعة لا ينطبق على جميع أعمال الزراعة كمهنة أساسية للبعض. فالزراعة حرفة لها حجمها في غالبية البلدان الغربية، ويمكن أن يتعرض المزارعون فيها لظروف عمل قاسية وخطيرة، وديون مرتفعة.
من الصعب إذن النظر إلى الزراعة وحدها على أنها وصفة سحرية للشفاء من الشيخوخة. فليست ممارسة الزراعة أو البستنة في نهاية الأمر ضمان لعمر أطول للإنسان. لكن بعض العوامل الأخرى المتعلقة بأسلوب الحياة المرتبط بكل من الخروج من البيت والانخراط في أعمال بدنية خفيفة، وتناول طعام صحي يتكون أساساً من النباتات، قد تكون سبباً في طول العمر. وفي نهاية الأمر، كل شيء يعتمد على التوازن.
يقول ويلكوكس: "أستخدم الكرسي هنا لإعطاء مثال عملي. فالكرسي يقوم على أربعة قوائم هي النظام الغذائي، والنشاط البدني، والنشاط الذهني، والروابط الاجتماعية. فإذا فقدت واحدا منها، فسيختل توازنك، ويمكن لذلك أن يقلل من العمر المتوقع الذي يمكن أن تعيشه".